الأربعاء، 13 نوفمبر 2019

سبب وجود مصطلح زي الاسلاموفوبيا

البوست دة علشان نجاوب على سؤال: ليه البشر والكوكب كله أصبح عندهم خوف مرضي من الإسلام والمسلمين؟ أو بالأصح، سبب وجود مصطلح زي الاسلاموفوبيا
لما بدأ مفهوم الديانات من الاف السنين (بغض النظر عن ايمانك بأصل كل ديانة و ايمانك بوجود إله من عدمه أصلاً) كان هدف أي دين حاجتين اساسيتين (ممكن تلاقي أديان فيها حاجات زيادة بس الحاجتين دول مشتركين في أي دين):
1- إنه يوجد قوانين معينه تحد من تحول البشر إلي حيوانات في غابة (لا تقتل، لا تسرق، لا تغتصب، إلخ)
2- إنه يوجد كيان علشان يملي الفراغ الروحاني داخل أي انسان مفكر (اللي النهاردة هتلاقي حتي الملحد بيدور عليه في أي حاجة سواء بقي يوجا، الخواطر والروحانيات البوذية، إلخ)

مفيش ديانة من الحوالي 5000 دين اللي موجودين على ظهر الكوكب النهاردة أو حتى اللي كانوا موجودين في الماضي و إنتهوا مفيش فيهم الحاجتين دول.

لما البشرية تطورت و ظهرت الحضارة شوية، قلت أهمية النقطه الأولي (مع ظهور القوانين ومفهوم العقد الإجتماعي) و زادت أهمية النقطة التانية (مع زيادة سيطره الحياه المادية) و بالتالي تحول الدين إلي علاقة شخصية بحته بين الانسان و الكيان اللي بيعبده (أو في حالة الملحد، الكيان الروحي أو الروحاني اللي بيقضي فيه بعض الوقت). في المجتمعات المتحضره والمتقدمه، سؤال "إنت ديانتك إيه" أصبح ليه نفس الوقع بتاع لما تسأل حد عندنا "إنت بتنام مع مراتك ازاي؟"، بيعتبر نوع من الوقاحة و سؤال مش من حقك تسأله أصلاً ولا يخصك في حاجة!

المقدمه ديه مهمة جداً علشان أجاوب على سؤال "ليه فيه خوف مرضي من الإسلام أكتر من أي دين تاني على وش الأرض؟"

زمان لما كنت أوروبا في عز العصور الوسطي و في عز سيطره الكنيسة على أوروبا و محاكم التفتيش والحملات الصليبية، الحكام اكتشفوا (زي ما حكام كل العصور اكتشفوا) إن أسهل وسيلة للسيطره على الجموع هي عن طريق الدين. ليه؟! علشان معروف إن الانسان لواحدة ممكن يكون ذكي، لكن الجموع صعب تكون ذكيه. فيه إضطرابات نفسية معينة مش بتظهر غير في الجموع، زي الهيستريا إلي ممكن تجيب 20 شخص ذكي بس لما يبقوا مع بعض، يبقوا في نفس مستوي ذكاء أي نسناس في جنينة الحيوانات.

المهم عن طريق الدين، و زي ما التاريخ حكي لينا في مواقف ملهاش نهاية (إن الفرعون هو ظل الله على الأرض، إن ملك الفرس هو إله، إلخ)، تم إستخدام الدين في السيطره على الجموع و دفعهم لعمل أي حاجة تجي على مزاج الحكام. بس الظريف اننا هنلاحظ حاجتين مهمين جداً في حالة أوروبا:
1- الحكام مع كل الهبل اللي عملوه، محدش فيهم جت ليه الجراءة (أو الوقاحة) إنه يعمل دين موازي للمسيحيه و يقول "دة الفقه بتاع المسيحيه! سيبكم من الكتاب المقدس و إمشوا ورا الكلام دة"، كل اللي حصل إن الكهنة ساعتها قالوا للناس انهم هم اللي فاهمين الكتاب المقدس صح و بالتالي لازم كلامهم يتسمع و كان ميلاد الكهنوت الحقيقي.
2- بعد فترة الشعوب ثارت على الكلام دة، و اتولدت العلمانية و رجع الدين تاني حاجة شخصية و بس.

تاني، المقدمه ديه برضه مهمه جداً لإجابة السؤال الأصلي.

إيه بقي علاقة دة كله بالإسلام و خوف الناس منه؟!
العلاقة إن الإسلام حصل فيه حاجة ماحصلتش في أي دين من الأديان التانية في تاريخ الأرض و هي إن حكامه عبر التاريخ نجحوا في بناء مفهوم إنه مش علاقة شخصية بين الشخص و ربه على الإطلاق و انما هو كيان حاكم. و أصبح مفهوم الدين والدولة حاجة واحدة. و إتوجد يمكن لأول مرة في التاريخ مصطلح "دين الدولة" بشكل "حقيقي" إن الدولة أصبحت كيان مادي ليه دين.
و مش بس كدا، لأ، تم بناء مجموعات عظيمة من الكتب والتراث اللي في حد ذاته أصبح دين فوق الدين، و مش بس طبقة واحدة، لأ، طبقات كتير جداً.
يعني في حالة المسيحيه مثلاً أيام عصور الظلام في أوروبا، عندك الكتاب المقدس و بعده طبقة الكهنة و دمتم على كدا.
في حالة الإسلام، بقي عندك القرأن، و من بعده تفسير القرأن، و من بعده طبقات متعددة من الأحاديث (بكل درجتها) و بعد كدا كتب شرح الحديث (زي فتح الباري) و بعد كدا طبقه المذاهب الأساسية (زي الحنفي والحنبلي) و بعد كدا طبقة المذاهب المستحدثة (زي تراث إبن تيمية) و بعد كدا طبقة الكهنة والعلماء واللي في حد ذاتهم طبقات من أول الائمه الكبار لحد شيخ الجامع.

بالتالي المسلم العادي أصبح من المستحيل تماماً ليه إنه يفكر لنفسه مع وجود كل الطبقات ديه اللي علشان شخص واحد يكون ملم بيها كلها، محتاج مش أقل من 100 سنة مثلاً تفرغ كامل ليه، و بالتالي المسلم العادي كل اللي بقي يعمله في حياته هو إنه يشوف شيخ يمشي وراه. الشيخ قال يمين يبقي يمين، شمال، يبقي شمال.
الشيخ قال السلام على المسيحيين حرام؟!
يبقي السلام حرام.
الشيخ قال التبرع بالأعضاء حرام؟
يبقي التبرع بالأعضاء حرام.

و ده كان أول مسمار في نعش النظر للاسلام إنه دين زي أي دين. كانت بداية الخوف. 
إن أي شخص طبيعي بدأ يخاف من المسلم العادي علشان بقي شايف إن المسلم العادي دة أفكاره مش طلعة من راسه هو على الإطلاق ولا من تربيته ولا أي حاجة، و إنه في أي لحظة ممكن يقلب عليه 180 درجة لمجرد إن فيه شخص بدقن في مكان ما طلب منه كدا!

إيه كان المسمار التاني؟!
هو مفهوم الدين عند معظم المسلمين. على عكس باقي الكوكب في العصر الحالي، معظم المسلمين مش شايفين الإسلام دين شخصي على الإطلاق! حتي اللي شايفينه حاجة شخصية، هتلاقي كل تصرفاتهم بتقول العكس (انتي ازاي ابوكي منزلك من البيت باللبس دة؟! إنت ياعم بلاش كلاب في العمارة علشان هتنجس المكان! إلخ)
مفهوم إن الإسلام لازم يمشي على اللي مؤمن بيه واللي مش مؤمن بيه، دة مفهوم مخيف عند أي انسان طبيعي مش مؤمن بالإسلام! تخيل كده إن الإلحاد هو اللي سيطر على العالم و بقي يفرض رؤيته على غير الملحدين و بقيت ماينفعش ترفض أكل الخنزير و ماينفعش تقتصر الجنس على المتجوزين بس و بقي مفيش جواز مثلا!
هل دة مش مرعب كفاية بالنسبة ليك انك ساعتها تحارب سيطره أي كيان بيؤمن بالأفكار ديه؟!

المشكلة (أو الميزة اللي خلت حظنا كمسلمين حلو) بقي إن الغرب عنده أفكار "الصوابية السياسية" اللي لحد دلوقتي مخلياه مش بيطلع بالطيران و يمسح وجود أي مسلمين على وجه الأرض. بس دة مسيره يحصل عاجلاً أم أجلاً طول ما الأفكار ديه موجودة.

كنت قلت في البوست الأصلي "ليه دين الناس مرعوبه منه بالشكل دة هو أكتر دين الناس بتحول ليه؟"
اللي مقلتوش بقي هو إن اللي بيطلعوا منه كل سنة رقم قريب من اللي بيدخلوا فيه. طب ازاي كدا؟!
الموضوع بسيط. بيجي الرجل الغربي يمسك ترجمة حرفية للمصحف بيلاقي إنه كلام مفيش فيه مشاكل خالص. حتي الحاجات اللي عليها لغط لما بيبص ليها بتجرد و يشوف سياقها إيه (زي ما أنا اتكلمت عن الموضوع دة قبل كدا 100 مرة، دة مثال: http://shorturl.at/fLUZ1 ) بيلاقي إنه كلام ظريف و مفيش فيه مشكلة و ماشي مع الجوهر اللي بيقول "لا فرق لعربي على أعجمي إلا بالتقوي" والتقوي مش معناها الإيمان وإلا كان قال الإيمان، التقوي هي الفضيلة والسلوك بتاع الانسان تجاه باقي الناس و تجاه ربه. يعني الدين جزء من التقوي انما التقوي مش جزء من الدين.
المهم اخينا دة بيسلم على أساس إن هو دة الإسلام، الكلام اللي مكتوب في الكتاب اللي بالإنجليزي في أيده.
يبدأ بقي يروح المسجد و يسمع دروس و خطب و كدة، و يبدأ بقي يشوف الجزء الخفي بتاع التراث.
-ماينفعش ابنك الجديد يبقي إسمه مايكل طبعاً!
-ماينفعش تصاحب جورج حتي لو كان صاحبك من الطفوله علشان هو مشرك والمشركين نجسين
-مينفعش تشوف منكر بيحصل قدامك و تسكت!
-فيها إيه يعني لما تجوز واحدة عندها 9 سنين؟! طالما جسمها مليان و قويه؟!

يبدأ اخينا اللي على عكس معظم الناس في منطقتنا الحلوة يلاقي إن الكلام دة عكس الكلام اللي خلاه يدخل الدين أصلاً! و يلاقي إنه ضد فطرته الإنسانية أساساً! يقرر إنه يلتزم بس بالكلام اللي هو شافه في الأول، بس يلاقي إن كل الناس بتقوله إن الكلام اللي هو مش مقتنع بيه أصلاً ولا متقبله، إن دة هو الإسلام، و تبقي النتيجة إيه؟ يسيب الدين على طول!

الواقع اللي موجود دلوقت عند معظم اللي خايفين من الإسلام إن محدش عارف فين هو الإسلام الصح؟!
هل هو الدين اللي بيقول "لا إكراه في الدين" ولا الدين اللي بيقول "جعل رزقي تحت سن رمحي" و "بعثت بالسيف" ؟
هل هو الدين اللي بيقول "حتي إذا بلغوا النكاح" و "فإن آنستم منهم رشدا" ولا اللي بيقول "طالما سمينه و تستحمل يبقي خلاص" ؟
هل هو الدين اللي بيقول إن كل واحد مسئول عن نفسه و بس و "يخليه في حالة" ولا الدين اللي بيقول إن أي واحد يشوف منكر يغيره بإيده؟

الفكرة إن غير المسلمين مش عارفين (علشان أصلاً المسلمين نفسهم مش عارفين) و بالتالي طبيعي يفضلوا خايفين تماماً من كل ما يمت بصلة للإسلام علشان بيبقي ديماً فيه شبح إن الإسلام لو مسك، حياتهم هتبقي جحيم (و التاريخ بتاع الحروب الإسلامية للأسف مدي مصداقية عظيمة للنقطه ديه من أول الحروب اللي كانت في أول عصور الإسلام لحد الدولة العثمانية والبلاوي اللي عملتها)


هل فيه إحتمال في يوم من الأيام إن يحصل فلتره لكل القرف اللي موجود في التراث و يبقي الإسلام دين زي أي دين طبيعي مجرد علاقة مابين الانسان و ربه و بس؟!
مظنش اني هاشوف دة في حياتي!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

كورس مبادئ علوم الحاسب

مره   اخره   يعود   كورس   مبادئ   علوم   الحاسب .  ايه   بقي  الكورس ده؟   علشان   تبقي   مبرمج   محترف   او   تقدر   تقول   علي   نفسك   م...