من ضمن الحاجات اللي بتسبب لي حرقة دم رهيبة، لما تلاقي واحد عمره ما عتب بره بلدهم و زار القاهرة حتي أكتر من إسبوعين، و تلاقيه بكل ثقة، يقولك عبارة من نوعية "أصل دة مش بيحصل في الدول المحترمه برة"
طب جبت المعلومة ديه منين يا سيدنا؟! متفهمش!
من يومين كدة، قوات الأمن مسكت صحفيين في مدي مصر، اللي هي ممنوعة أصلاً و شغالة من غير ترخيص أساساً، و لقيت نفس الماسورة فتحت! و كل شوية واحد يطلع يقولك "دة مش بيحصل في الدول المحترمه".
مبدئياً قبل أي حاجة، إذاعة أي مواد ممنوعة بالقانون، دة إستثناء من مظله الحماية الصحافية في القانون المصري في مادة 9 من قوانين الصحافة (أو مواد الصحافة) و قانوناً، إذاعة أي حاجة تخص تحركات الجيش أو المخابرات بدون إذن، دة ضد القانون.
بس سيبنا من دة خالص. الدول المحترمه بتعمل إيه في حالة ان فيه حاجة ممكن تهدد أمنها القومي؟!
ناخد أمريكا و إنجلترا و فرنسا. فيه إحترام أكتر من كدة؟!
أمريكا بعد 11 سبتمبر، لما لقيت إن قوانينها و دستورها مش هيسعدوها كويس في حماية أمنها القومي، راحت عملت حاجة اسمها ال Patriot Act (اللي بعض مواده لسة مفعله و بعضها الأخر تم إستبداله بال Freedom Act و مش فارقة كتير)
إيه بقي ال Patriot act دة؟!
دة قانون الكونجرس وافق عليه، ليه بنود كتير جداً بس ببساطة تتلخص في إن تحت بنوده و طالما هو فعال، لجهات الأمن والتحقيق الحرية الكاملة في تفتيشك شخصياً، تفتيش عربيتك و بيتك، حبسك بدون حد أقصي في مكان غير معلوم و من غير وجود محامي ولا محاكمة و كل دة بدون أي أمر قضائي!
متخيل؟! القانون دة وجودة أصلاً فيه إنتهاك مباشر لمعظم مواد ال Bill of rights في الدستور الأمريكي. القانون دة من 2001. يعني داخل على 20 سنة! ناس كتير انتقدته هناك و صرخت و عملت المستحيل والحكومة ببساطة سابتهم يخبطوا راسهم في أقرب حيط!
هل القانون دة بيسري على الصحافة والصحفيين؟!
هو بيسري على أي حد، بس هو مش محتاج أصلاً. يعني القانون العادي ممكن يبهدل الصحفيين لو الأمن محتاج دة. المثال الحي لدة هو الصحفية جوديث ميلر. الست ديه المحكمه استدعتها علشان تشهد قدام ال grand jury علشان معلومة إتنشرت عن طريق تسريب من جهاز المخابرات المركزية الامريكيه. الأخت رفضت الحضور على أساس إن القانون بيحميها من انها تقول مصدرها إيه. راحت المحكمه خبطتها سنة و نص سجن علشان عدم اطاعة المحكمة. راحت عملت إستئناف، راحت محكمه الإستئناف بالإجماع أيدت الحكم. راحت رفعت إستئناف عند أخر درجة و هي ال Supreme court راحت المحكمة رفضت نظر القضية أصلاً!
نسيب أمريكا. فرنسا و بلجيكا الاتنين سجنوا و غرموا الكوميديان الفرنسي ديودون علشان كذب وجود المحرقة بتاعة هتلر. يعني قالوا له ببساطة "حرية ديه تبقي مول"
إنجلترا؟! مابين حبس محمد محسن أمين 5 سنين علشان تويتات مؤيدة لداعش إلي حبس ليام ستاسي علشان تويتة عنصرية ضد لعيب كرة و قضايا كتير للي يدور.
طبعاً بلاقي سؤال غبي جداً: هو فيها إيه لما واحد يقول إبن السيسي راح فين.
ماهو سيادتك الخبر مش منشور من زاوية إن إبن السيسي كان ريح يزور خالته! الخبر من زاوية نشر معلومات عن تحركات ضابط مخابرات مصري في الخدمة! تخيل كدة لو إبن ترامب في المخابرات المركزية و واحد صحفي نشر مقال إنه اتنقل كوريا الشمالية.
مبدئياً دة ممكن يكون خطر على حياته لو كوريا الشمالية مفيش عندها علم. دة غير إنه لو رايح في عمليه معينة، كدة بخ، سريتها راحت! فمبدأ "هو إبن السيسي مش مقدس" ميتعلش غير من شخص حقيقي فاقد الإدراك والوعي تماماً!
دلوقتي خبر زي بتاع إبن السيسي دة يحتمل 3 أوجه:
1- خبر كذب والصحفي عارف إنه كذب: دة غير قانوني و يحطه تحت طائلة القانون
2- خبر كذب والصحفي فيه مصدر ضحك عليه: دة غير قانوني انك تنشر خبر يخص المخابرات من غير تصريح من المخابرات. و دة برضه يحط الصحفي تحت طائلة القانون دة غير إن أي مخابرات في الكوكب، هتقلب الدنيا على راسك علشان تعرف المصدر (زي قضية جوديث كدة)
3- خبر صح: دة مصيبة المصيبة و في دول تانية كتير، كان الصحفي هيصحوا تاني يوم مش هيلاقوه أصلاً!
أبوس ايد ابوكم كفاية هبد شوية!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق